التعليم الصريح: مقاربة حداثية لتحسين جودة التعلمات
بدأ تدريس التعليم الصريح في ستينات القرن العشرين كرد فعل على الفجوات المستمرة في مستويات التحصيل لدى الطلاب. وقد يُنسب الفضل في تأسيس هذا المنهج التربوي إلى العالم الأمريكي سيغفريد إنجلمان، وبعد ذلك طوّره خبير علم النفس التربوي براك روزنشاين، حيث أدخلا مراحل إجرائية واضحة لهذا الأسلوب .
ما هو التعليم الصريح؟
هو أسلوب تعليمي مباشر يُقسم المحتوى إلى خطوات واضحة ومحددة، تُقَدَّم للطلاب عبر تعليمات محسوسة ومنظمة. يقوم المدرس بتبني استراتيجية مبنية على التخطيط المسبق، حيث يشرح الأهداف والكفاءات المطلوبة، ثم يقدم تدريبات متكررة وموجهة، ويتفاعل مع المتعلمين بشكل مستمر من خلال تغذية راجعة منتظمة، مما يقلص الفجوات في التحصيل ويدعم المتعثرين .
لماذا يُعدّ التصريح التعليمي ضروريا؟
شهد التعليم في العقدين الأخيرين تحولا كبيرا نحو تبنّي التعليم الصريح كاستراتيجية ضرورية لتأليف مناهج أكثر شفافية وتأثيرا. يُظهر الواقع أن تقديم التعليمات بشكل واضح ومباشر يزيد من ارتقاء التحصيل، وخاصة في المواد الأساسية في المستويات الابتدائية والإعدادية .
المبادئ الأساسية للتعليم الصريح
✔️ تعليم قصير وواضح، مع تحديد دقيق لما يتوقع من المتعلمين.
✔️ تقسيم المهارات المعقدة إلى وحدات صغيرة، يسهل استيعابها.
✔️ تقديم نمذجة للتوقعات من خلال "تفكير بصوت عالٍ" يُظهِر عمليات التفكير أثناء الأداء.
✔️ ممارسة موجهة مع دعم تدريجي وفيدباك مباشر.
✔️ مراجعة منتظمة تنمّي التعلم وتجعل التدريس أكثر دقة وتفاعلًا .
فوائد علمية مثبتة
تبين من خلال مراجعات بحثية أن التعليم الصريح يتناسب مع كيفية عمل الدماغ في معالجة، تخزين واسترجاع المعلومات. كما يُعد وسيلة فعالة لمنع التحميل المعرفي الزائد لدى المتعلم، حيث يتم تقديم المعلومات بكميات مناسبة يسهل دمجها في الذاكرة طويلة الأمد.
وبحسب مراجعة أجرتها AERO شملت أكثر من 328 دراسة، فإن هذا النهج يحقق نتائج إيجابية في مجالات مثل الرياضيات، القراءة، الإملاء، وحل المشكلات، ويعود بالفائدة على الطلاب العاديين وذوي الاحتياجات التعلمية الخاصة على حد سواء .
منقول على مدونة أوراق تربوية لكل غاية مفيدة.